الدرس 2 : البلاد التونسية في القرن 19
الأزمات و محاولات الاصلاح
مقدمة: بعد فترة من الازدهار التي عرفتها البلاد التونسية في عهد حمودة باشا ، شههدت البلاد في القرن 19 أزمة شاملة ، و رغم تعدد محاولات الاصلاح الا أن البلاد التونسية خضعت للاستعمار الفرنسي سنة 1881.
◄ كان الباي يتمتع بالسلطة المطلقة و هو نظام حكم استبدادي لا يتقيد بالقوانين .
◄ كان نظام الحكم وراثي ، كما كان الباي يسند الألقاب و السلط لأفراد عائلته و المقربين منه .
- عرفت البلاد بالقرن 19 أزمة اقتصادية شاملة في مختلف القطاعات :
◄ بسبب الضرائب المفروضة على الفلاحين مما أضطر العديد منهم إلى عدم زراعة أراضيهم .
◄ و خاصة صناعت الشاشية بعد أن تراجع عدد الدكاكين المخصصة لهذه الحرفة الى 30 دكان بعد أن كانوا 1000 .
◄ بسبب المنافسة الأجنبية و خاصة التجارة الفرنسية و الإيطالية .
عرفت ميزانية الدولة الحسينية عجزا متواصل لأن حجم المصاريف يتجاوز حجم المداخيل ، كما عرف الوزير خزندار بسوء التصرف و اختلاس الأموال و تهريبها للخارج .
- لتغطية هذا العجز لجأت الدولة التونسية للاقتراض بنسبة فائدة مرتفعة إلى أن أصبحت عاجزة تماما عن تسديد ديونها .
- لتجاوز عدم قدرة الدولة على تسديد قروضها تم تكوين الكومسيون المالي و هي لجنة مالية وضعتها الدول الأوروبية سنة 1869 بهدف مراقبة ميزانية الدولة و استخلاص الديون .
- خلفت هذه الأزمة المالية انعكاسات سلبية على المجتمع التونسي كالفقر ، البطالة ، الجوع ، النزوح و انتشار الأمراض ...
تركزت إصلاحات أحمد باي على الجانب العسكري و ذلك من خلال تأسيس المدرسة الحربية بباردو لتكوين الجيوش التونسيين بطريقة عصرية ، كما قام أيضا ببناء دار الملف التي تهدف الى توفير حاجيات الجيوش من الملابس العسكرية ، كما قام أيضا بإصلاحات اجتماعية وذلك من خلال اصدار قوانين تمنع بيع العبيد .
تركزت إصلاحات محمد الصادق باي على الجانب السياسي و ذلك من خلال إقرار دستور 1861 الذي يتضمن مجموعة من المبادئ مثل الفصل بين السلط الثلاث و تقليص النفوذ المطلق للباي إلى جانب عديد المبادئ الأخرى التي تتعلق بتنظيم الحياة السياسية في البلاد .
- شملت إصلاحات الوزير مجالات متعددة :
و ذلك بتنظيم شؤون العمل داخل البلاد .
بإصلاح القضاء و تنظيمه و مقاومة مظاهر الفساد .
بتطوير النشاط الفلاحي و التجاري .
تأسيس المدرسة الصادقية سنة 1875 .
رغم تعدد محاولات الإصلاح الا أنها فشلت في التصدي للاحتلال الفرنسي التونسي سنة 1881 .